منهج الفاسدين
هكذا انا أكون ما اكون على حسب ضد من نثور فالظلم واحد وما هى الا وجوه تتغير امامك .. يدخلون برجهم العاجى متخفين فى رداء البهرجة البيروقراطية ... اول ما يفكرون به هو كيف سيحكمون قبضتهم على السوط فى أيديهم مهددين لنا ..ان جلودنا لمثل هذا السوط قد خلقت ودعونا فنحن أدرى منكم بأنفسكم ... منطقهم مهترئ ذائب قضى عليه عندما خرج الشعب فى يناير رافضا له بعد تراكمات سنين من الصمت الذى فُرض حلقات وجرعات كان على أيدى الاجهزة الفزعية وفروعها لكى يحافظوا على وضع ساكن القصر ....
فى يناير الشعب خرج ضد الظلم بعدما علم مصدره .....خرج هاتفا بشعارات هى فى مضمونها حقوق جعلوها أهل الظلم أحلاما له.....خرجنا ضد مبارك وعصابته عندما تجسدت فيهم كل كل أشكال الظلم ...من تعذيب وفساد وانبطاح خارجى وكساد داخلى وتسخير كل مقدرات
الوطن له ولعصابته من محاسيب وذوى نفوذ وكل من بارك مشروع التوريث ومشى على نهج " الجمولوكية"..... مبارك رضى ببرجه العاجى طالما الوضع تحت السيطرة عن طربق أدوات الاستعباد وفروعها وبمباركة كل المنتفعين والذين كانوا فى سباق لتهيئة الاوضاع بعد الوريث القادم سواء
من رجال أعمال وأصحاب نفوذ وما بينهما .... تولد منها شبكة متداخلة الاطراف من المصالح والقنوات الخلفية والتى ما ان يظهر
أى طريق لرفعة الوطن يتعارض مع مصالح وعلاقات هؤلاء سرعان ما تستخدم وتسخر كل امكانيتها القذرة فى قطع هذا الطريق وسد أى ثقب يظهر منه بعض النور فى وطن عمه الظلام ........
لم تقم الثورة ضد فئة بعينها بل قامت ضد منهج تم ترسيخه لسنوات لم تقم لنا قيها قومة ... لسنوات تم تمرير جرعات الذل والرضوخ
بكافة الاشكال هو ما يسمى بالسيطرة الايدولوجية على الشعوب .. عن طريق التحكم فيما يظهر لهم بوسائل عدة كالاعلام وادوات التشويه وغيرها .... مبارك ونظامه راهنوا على
استكانة الشعب ودولتهم الامنية .. أسقطنا الرهان فى يناير ... وجاء أحدب العسكر ومجلسه العسكرى .. طنطاوى جزء من المنظمومة ومنهجها الذى رضى به طالما يتم حفظ نصيب البدلة الكاكى من الكعكة كل وطالما لم يأتى أحد خارج التمام العسكرى كى يشارك أو يسأل حتى كيف يأكلون ..... طنطاوى حاول احتواء الوضع حتى لا يأتى الشارع الثائر والمنتشى بنصره بوضع جديد يخرج عن سبطرة
الدبابة .....حافظ على الاجهزة الخبيثة وعرفوا ان الظهير الشعبى للثورة كان سبب انتصار موجتها الاولى .. استخدموا ما سبق ذكره (السيطرة الايدولوجية) لبناء ظهير من ورق أغلبه عوام وبأخراج هذه الأجهزة والمنتفعين القدامى لبقايا النظام .. ..حاولوا إظهار القوى المضادة بأن لها ظهير شعبى اخر ... بدأوا المأساة بالتباهى بالاعداد ونسوا ان المعضلة نبل الاهداف والمطالب .... تحالف مع ربيب نفس المنهج .. الاخوان كانوا محطة طنطاوى لإضفاء وجه مختلف على المنهج المتبع دون تغير جوهره .. الاخوان تركوا الميدان
وارتموا فى احضان المنهج جل خلافهم انه يريدون تحويله من السيجار الى المسبحة ......
العسكر والاخوان وكل ارباب منهجهم الفاسد .... وضعوا الثورة دائما فى فى خيارات أفضلها كان كارثة .. هذه هى حريتهم
فاختار بين القبيح والأقبح ....
وضعوا الثورة فى مرحلة التجميد يخرجوها متى ارتأت مصالحهم ذلك ....
كان للشباب الثائر رأى مختلف .... رفض تحويل الثورة الى بيروقواطية تدفنها فى محاولة من هؤلاء لتحويل مسارها لصالح طرف منهم ....
فالثائرين كان الشارع حلهم واستمرت الموجات واستمرت الدماء فى النزيف ... تم اقتلاع بعض المطالب .. واستسلموا تحت الضغط للبيروقراطية .... جاء وقت الصناديق وأوصل بعض الثوار الاخوان ومندوبهم .... واستمروا الاخوان على نفس المنهج الذى رفُض فى السابق ..الاخوان ربيبى هذا المنهج .. فى النهاية رفضه الثوار بمجمله...
بعد تجاوز الحد الاقصى تم النزول للشارع مرة اخرى .. الثوار هم أول من أضفوا للشارع شرعية التزول ضد الاخوان .. فتعلقهم ليس بشخص بل بأهداف ومبادئ لم يستطيعوا احتوائها كلا من ربيبى مبارك والاخوان ... أصروا على ما نادوا به فى البداية
تحت الضغط خرج جوهر ما يتبعه الاخوان .. اختفت معالم البهرجة المدنية وبدأ فى الظهور جوهرهم الرجعى .. الخلاف هنا ليس بسبب أيدولوجية . ..ولكنه خلاف الثورة مع نفس النهج التى خرجت ضده ...
سحبت الثورة الشرعية التى أعطوها فى السابق والتى كانت مشروطة بتغير منهج الدولة ... رفض الاخوان تغير المنهج ... فألغى الثوار تعاقدهم ...فظهر السجال مرة اخرى من نفس اصحاب المنهج عسكره واخوانه .. غرفة التحكم الان فى يد العسكر ... بأدواتهم ..و الاخوان استنفذوا حيلهم البائسة والتى نفر منها الجموع ....والعسكر استغلوا ذلك لمحاولة الاجتثاث الازلى لهم وبنفس طريقة المنهج الذى يتبعه القطبين .. هنا حولها لانقلاب وهناك حولها لارهاب مع استعانة كل منهم بأطراف لاطفاء شرعية على ما يفعلوه .. نعم انه الصراع السابق .. ومازال المنهج موجود .... فاضفاء المكاسب الشكلية عليه لا تجعله منتصرا ..فلا الدروشة ولا البارودة ستطعم البطون الجائعة ...منهجهم فشل فى السابق فخرجنا ضده (مبارك) .. وتم محاولة اسعافه فقاومنا(طنطاوى) وتم تغير واجهته فرفضنا (مرسى ).. واذا تم احياءه وبعثه من جديد الان . فلن تتركوا للثوار المراقبة للوضع فى تحفذ شيئ سوى النزول مرة اخرى
وبيننا وبينكم المبادين
تعليقات
إرسال تعليق
إضافة تعليق