حتمية البقاء
ستبقى أنتى أنت .. إمرأة إستثنائية.. خُلقت
بشراً وأتاها الله فى قلبى منزلة الملائكة..
ستبقى أنتى التى أفهم فيها كل شىء ..حتى نفسى
ستبقى أنتى التى تزيح كل ذلك التيه المعبأ
بداخلى من عبث هذه الدنيا .
سيبقى صوتك العذب يدق أذنى بطرب ويراقص بداخلى
ذلك القلب الذى قلتى عنه أنه كالطفل لا يجيد المرواغة عندما يُثقل بشىء ..
ستبقى بروحك النقية كالماء ورقتك العذبة الجميلة
ورغبتك الجامحة الشبقة .. تجمعين كل ذلك وتستقرين داخل حضنى بوداعة طفل ..
وسأبقى أنا .. أنا ..ذلك الرجل الحالم ..المصلوب
داخل جسده ..الذى يتطلع إلى الخير الأسمى عبر هذا العالم.. ممتلئ بذلك الظمأ العنيف
للحب ..
سأبقى كسفينة بلا مرساه تُبحر مع المجهول
دائماً بحثاً عن إفق لم يلوثه الواقع ..
سأبقى كسحابة فى السماء لا تكف عن التنقل
وإختارتك أرضاً تنتهى إليها مطراً..
يُقال أن الشتاء هو موسم الحب .. ولكن أعتقد
أنه موسم الهرب .. ورشفة من الهرب تنعش ذاكرة الحب ..
ولكن أى هرب ذاك الذى يسعفنا لترك أنفسنا
وراءه..
نحن معاً وإن تباعدنا .. كعصافير تمردت على
شجرة الواقع فتركت غصنها وأختارت السماء وحلقت الى عوالم أخرى بعيداً عن قحط التكرار
والسأم ..
ستبقى بيننا لحظات معلقة توقف فيها الزمن داخلنا
ولم يتحرك ..
من ذا الذى يقرضنا لحظة من تلك اللحظات
تلك
التى عانقنا فيها الطفل داخلنا ..
أو تلك التى مست فيها شفتاك فمى ..
أو يُقرضنا تلك الليالى التى نرفع فيها علم
نزواتنا بلا حدود ونرقص فيها رقصة الشهوة المستعرة داخلنا ..
أو لحظة فى تلك الأماكن التى شهدت قلبانا
يؤنساها بالحب ..
أو لحظة ضحكنا فيها حتى نسينا أن فى هذا
العالم شيئاً إسمه الحُزن..
أو حتى لحظة غضب تفاهمنا فيها وودعناها بصمت ..
كل هذه اللحظات ستبقى حتى وإن إستحالت صنما
من الذكرى والحنين إليها ..
سنبقى معلقون على مجارف المجهول سوياً ..نتسلق
من خلاله الى مدينة الحلم كى نكسرفيها كل أعراف المجتمع
سيبقى ذلك الشغف بيننا الذى لا يربطنا به سوى
إيمان خفى به القليل من مقادير الدنيا والكثير من ألغاز السماء..
من الممكن أن نكون قد إلتقينا بعد الآون ..
ولكننا لن نفترق قبله ... فبكل ما سبق لن نفترق أبداً .
تعليقات
إرسال تعليق
إضافة تعليق