عوالمنا الصغيرة الغريبة

كلا منا له عالمه الخاص والغريب ، هو عالم إعتبارى لا ملموس قولبته مشاعرنا العميقة الصادقة
تلك التى لا يعرفها احد عنا ولا تقارب ألسنتنا ، لأنها دائما تعنى أكثر مما تدرك قوله
عالم تشكل من كلمات لم يسعفنا الإدراك بأن ننقذها من فنائنا الشخصى
أنه قابع هناك ، فى اعمق اغوار نفسك ، تزوره بعدما تسلخ نفسك بعيداً عن كل اللاجدوى من حولك
هو مطرقتك التى تهدم بها ميكانيكة الحياة التى تمر أمامك كمشاهد المسرح بخواء بليغ
تذهب هناك ..لنفسك.. وتمرر يدك على هذه الخطوط الناعمة لروحك المضجرة وقلبك القلق
هناك حيث تتمرد على جحيم الضرورة الذى يثقل كاهلك ، حيث إخضاعك لكل القوانين الخارجية لقانون روحك الداخلى ، خالقاً عالم أجمل وأكثر نقاء وأخلاقية ، عالم حالم يخضع لقوانين قلبك حتى وإن تناقضت مع كل قوانين العالم القابع على الدرجة الأخيرة من سلم الانسانية
عندما أصل لمرحلة أتقزز فيها من الواقع ككل ومن السلوك البشرى بوجه خاص أذهب الى عالمى الصغير هذا واترك كل شىء
فى مرحلة نهمى للقراءة قرأت فيما قرأت للفيلسوف الهندى كريشنا مورتى ومنها قطعة حفظتها بجوار فيما أحفظ من مقاطع تستفز مخيلتى وكانت كالتالى : "لا يجوز لك أبدًا أن تظل هنا أكثر مما ينبغي؛ كن من البعد بحيث لا يكون بمستطاعهم أن يجدوك، أن يمسكوا بك ليشكِّلوك، ليُقَوْلبوك.
كن بعيدًا جدًّا، كالجبال، كالهواء غير الملوث...
إنهم ينتظرونك، عند كل زاوية، في كل بيت، ليشكِّلوك، ليُقَوْلبوك، ليقطِّعوك إربًا، ثم يعيدوا تجميعك على صورتهم "
المقطع به بعضاً مما أصف وليس كل ما أقصد ، فما أقصد ..بلغه اليونانى الرئع نيكوس كازانتزاكيس فى كتابه "منقذو الآلهة" حين قال:
 " نحن البشر تعساء , عديمو القلب , ضئيلون , عدميون , لكن في داخلنا يكمن جوهر أسمي منا يدفعنا بلا رحمة نحو الاعالي،  من داخل هذا الطين الانساني تتدفق أغان آلهية, وأفكار عظيمة , وحالات عشق جارفة ، واندفاع يقظ وغامض بلا بداية وبلا نهاية و بلا هدف , بل ووراء كل هدف.
 ما هو واجبنا ؟ أن نناضل من اجل ان تترعرع زهرة صغيرة علي سماد جسدنا وعقلنا حارب من خلال الجسد , حارب عبر الجوع وعبر الخوف , حارب عبر الفضيلة والخطيئة كيف يبدأ الضوء من نجمة ثم يصب في العتمة الخالدة ويسير في مسيرة ابدية  
فالنجمة تموت لكن الضوء لا يموت "

كلمة النهاية ستكون بجملة دُونت على شاهد قبر  " لا آمل في شيء.. لا أخشى شيئاً... أنا حر "

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ربما نلتقي

دعينا نزيح الستار