المشاركات

عرض المشاركات من 2025

وحدك

بعيدًا عن من تعاملوا مع مفهوم الوعي بسطحية مفرطة، أو بالعكس وكأنه تهمة الوعى ولو أنه شئ يثقل صاحبه الا انه يجد نفسه واقفًا على حافة شيء أعمق وكأنه إمتلك نور يكشف الطريق ويعرّي الظلال، ويضع الإنسان في مواجهة نفسه أولاً، ثم العالم. كلما اتّسع وعيُك، اتّسعت وحدتك.  مفارقة غريبة في ظاهرها.. إذ يفترض المرء أن الوعي يقربه من الناس، وأن رؤية ما لا يُرى وفهم ما لا يُفهم يجعل الروابط الإنسانية أعمق وأقوى. لكن ما يحدث هو العكس!  فكل خطوة نحو فهم أعمق للأشياء تُباعد بينك وبين الآخرين مسافةً لا تُقاس بالأمتار، بل بالبصيرة. تنظر إلى مجتمع يعجّ بالضحكات، ويتفاعل الناس مع أشياء لا تلمس فيك شيئًا، ويتحادثون في شؤون تبدو لك سطحية وبلا وزن. فتبتسم، وتومئ برأسك، وتتماهى مع الجو العام، بينما روحُك تسبح في مكان آخر تمامًا. هناك، خلف النقاشات التافهة، حيث يدور الحوار الحقيقي  الأسئلة التي لا تُقال، والأنماط التي لا يلحظها أحد، والحقائق التي تمرّ صامتة بين الجمل. وحين تبصر ذلك كله دفعة واحدة، تدرك أنك وحيد.  لا وحدة الجسد، بل وحدة الروح والفكر. وهذا هو الثمن الخفي للوعي! العزلة التي لا يخب...