سرى الى المحبوبة (1)

كانت نظرة قبضت قلبه قبض الرضيع بأصابعه على ما يلمسه .. نظرة كومضة فى القلب أنارته .. وكانت له كشحنة كهرباء لقلب أضنته العزلة .. نظرة أنبتت له أحلام وأمال كنبت الارض للبذور ... نظرة كانت بها الحيرة والغيرة والحب والامان ..نظرة جذبت روحه ... هامت بها لعنان السماء .. نظرة أنزلته عن عرش كبريائه الذى طالما تفاخر به ... كان ظنه ان ما يريد أن يشعر به قد ولى زمانه وانتهى .. انتهت ظنونه عند هذه النظرة ... حاول التصنع والمجاراة ولكنه فى الحقيقة كان يخفى بركان اشتياق لهذا الاحساس الذى لم يذق طعمه من قبل .. حاول التملص من رغبته فى اجتياحها ... لم يستطع السيطرة على مكنونه وهو يختلس النظرات بعيدا عن أعين الغرباء المعروف بينهم بصلف مشاعره والتى اختار أن يجمدها من زمن .. الى ان اتت هذه النظرة التى هزت روحه وحركت مشاعره كما نهر جارى ينضح عذوبة من بعد ركود دام طويلا ... فى قرارة نفسه تلعب به الظنون من أثر غموض نظرة هذه الفتاة .. تترف عينه عندما واجه محاجر عينها قبل أن تهرب بها بعيدا .. انها حيرة أكثر بكثير من اللحظة .. لمس خلف عينيها شجن وحزن لا تزال النظرة تعجز عن اخفاءه .. يرى من عينها أقل كثيرا مما تخفيه ..النظرة حركت بداخله ما لم يجده من قبل .. انها ليست مجرد نظرة .. انها بداية ميلاد جديدة بالنسة له

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ربما نلتقي

دعينا نزيح الستار