سرى الى المحبوبة ( 2 )
لطالما تفاخرت بمعرفتى بلغة العبون
مؤمنا بأن هنالك نظرات أفصح بكثير من لسان الانسان .
رأيتها وقد اختارت العزلة بنفسها على بعد خطوات من الاصدقاء المتجه بدورى نحوهم لالقاء التحية
متمنيا أن تكون بوقفتها تلك على صلة بأحد منهم يفتح لى طريقا لمحادثة الملائكة ..وقد كان
رأيتها وقد اختارت العزلة بنفسها على بعد خطوات من الاصدقاء المتجه بدورى نحوهم لالقاء التحية
متمنيا أن تكون بوقفتها تلك على صلة بأحد منهم يفتح لى طريقا لمحادثة الملائكة ..وقد كان
كان الليل فى بداياته .ولكنه قد أكمل
تنميق ثوب السماء بجواهر النجوم...
ليل لا تشعر أنه يرتدى ثوب السكينة الا اذا نظرت فى وجه هذه الصبية ..
كانت
السماء قد حاكت من ظلمة الليل رداء كثيفا مبطنا من ضجيج المقهى وهمهمات رواده
ومن الدبابات التى ملاءت شوارع المدينة ومن أشباح الخوف والقنوط لأهلها..
ومن الدبابات التى ملاءت شوارع المدينة ومن أشباح الخوف والقنوط لأهلها..
بطانة من شقوق النوافذ ومنعطفات الشوارع والازقة
...
بطانة صنعتها السماء لتستر به أضلع القاهرة الراقدة على أطلالها
واقفة هناك واقفة كغصن انثنى على ذاته .. زهرة نادرة ولكن زهرة نابتة فى الظل ..
هل هى نابتة فى الظل حقا أم هى من ترفض ان تلامس أشعة شمس جديدة بصباح جديد
واقفة هناك واقفة كغصن انثنى على ذاته .. زهرة نادرة ولكن زهرة نابتة فى الظل ..
هل هى نابتة فى الظل حقا أم هى من ترفض ان تلامس أشعة شمس جديدة بصباح جديد
.كنت أنا أنظر نظرة ترتعش بالميل والانعطاف أنظر متأملا فى هذه الروح الساكنة والسكينة المتكلمة
وها أنا أحتار فى تلك
النظرة والتى لم أستسيغ منها بعد أى سطر يحل لى هالة الغموض الملقاه على بعد خطوات منى
أما هى ففى عينها نظرة اكتست بحزن الشتاء الذى سبأتى قريبا لا أرى فى نظرتها
أما هى ففى عينها نظرة اكتست بحزن الشتاء الذى سبأتى قريبا لا أرى فى نظرتها
بهجة الربيع بل نظرة أقرب لدمعة
الخريف التى ترفض النزول الى أن تصا قح
الرياح الخريفية العين
واقفة كشجرة نادرة أغصانها لم تقوى على التحمل قأصبحت ذابلة على
أوراقها .. مستأنسة بدمع دفين ...ومستأمنة بانفرادها ولوعتها ..
فتاة اشتدت وطأة
عواطفها ويبدو أن قلبها وحده من يمتلك خزائن أسرارها ..
ولكنه قلب يضبق
بأسراره مستعد بالبكاء ولكنى لا أعرف هل هو مستعد
للسعادة أم لا ؟
.وجه هذه الفتاة كان كنور ساطع لا
تغلبه ظلمة.. يلمع بهدوء كأشعة القمر ..جمالها فيه حقيقة مانعة للشك .. نافية للريب
جمال يجعلك تتأمله ...تتأمل ورد الخدود .. نور
العيون ... شقيق الفم ...نرجس الانف الهيلينية ..وجسدا هيكلا للحسن .
صدقا ..فالجمال
نصيب المتأملين
خلف نظرتها كانت هناك روحا ساكنة فى
عالم الخلود
روحا لا تعنيها محبة الحياة الحاضرة
روحا تميت الشغف بالحياة الاتية
النظرة صنعت لى اثير أحاط بى غمرنى
بنشوة لا يعادلها الخمر فعلا
نظرة جعلت من عيني آذانا تفقه لغة
الارواح الهائمة فى فضاء تلك اللحظة
تجرعت من اللحظة محكوما أشعر بروح
هذه الفتاه الواقفة هناك غارقة فى صمتها
شعرت بروحا خفيفة تتساهم عقلى ....روحا
تحل نفسى من سلاسلها
انا فى لحظة فاصلة بين نشوة الحياة
ويقظتها
القيت التحية وانتظرت محدثا مناجيا
روحها بأن تتكلم .. بأن تدع أنفاسها تسيل مع الهواء القادم نحوى ..
تكلمى فلا سامع
غيرى ..اضربى على فيثارة شفتيك ودعى رنات أوتارها تتمايل فى مسامعى
وحين بادرت بالرد كان قلبى قد أسكن
كل حركة عدا هى
وكان الصوت قد هز نقسى كما تفعل يد
الموقع بأوتار عود
كان صوتها كرنة سحرية بعد لمس اول
وتر من قيثارة القلب
هاهنا كانت ومضة فى قلبى .. هاهنا ابتدئ الشوق يزيح ستائره
ها أنا أشعر بلذة كشفت لى زيف اللذات
السابقة
أشعر بلذة ولدت سعادة لا يفوقها غير
سعادة النفس عندما تعانق ربها
نظرتى كانت يؤاخيها أمل .. ونظرتها
كان يقارنها خوف
ولكن النظرة مرت من جوق الروح منشدة
حبا ملء الارض والسماء
والحب الذى تبتدعه الصدفة يكون مثل
مياه البحبرات لن يهرب من محيطه الى مكان اخر
ذهبت وأنا أفكر ما هذه الفتاه
التى أولها نظرة وأخرها اللا نهاية
التى أولها نظرة وأخرها اللا نهاية
تعليقات
إرسال تعليق
إضافة تعليق