المشاركات

‏كما ‏أنت ‏أريدك ‏

كما أنت أريدك كبداية لا نهاية لها  كما أنت أريدك شفائى من كل داء  كما أنت أريدك  هيكلا للحسن وشفاء للصدر سكينة للقلب وسكرة للعقل   رجاحة فى العقل ووهجا لا ينطفئ روح ساكنة وسكينة متكلمة  فكما أنت أريدك يا جمع من نساء البسيطة تجسد فى امرأة  يا أمرأة وكأنها الشعور بالنصر  أعذرينى إن قصرت يوما ..هى الحياه يا شِق قلبى  كم طاردناها وكنا كمن يطارد ظله.. وضحكنا  كم تآمرت الأحداث لتشعل النار فى الطرق التى نختارها.. وأخمدناها كم نقر الفراغ وجوده حولنا ..وملأناه كم واكبنا تجارب عبثية عاصفة ..وعصفنا بها  فمهما كانت الصعاب ..فمعك لن تكون سوى لحظة فى الظلام لن تسلبنى النظر  فأنى أحببتك ..وأحبك ..وسأحبك  ودونما عذاب سنقف دوما فى وجه الرياح قائلين أعصفى فلا نبالى

ما بين اليأس والأمل ‏

العالم الذى أصبح وليمة مفتوحة لكل الشرور  كأكبر مسرح جريمة فيه الحالة الانسانية هى المتهم الأول هل يمكننا الهروب من تيارات السببية  أم أن علينا أن نتجرع خليط الوجود كاملا كى نحظى بشئ منه سعادة كان أم شقاء  ماذا لو كان لدينا الأختيار بين الأحساس العميق بالوجود بما يصحبه من معاناه وبين البلادة التامة وما يصحبها بما سُمى فى الدارجة المصرية ب "جنة العبيط" ؟! هل لدينا أصلا هذا الاختيار أم أن سببية الأشياء سلبته منا  هذا الاستلاب صاغه شوبنهاور بقوله بأن " العالم حلقة مفرغة من العذاب والمعاناة وان وعى الانسان بهذه المعاناة هو لعنة الحالة الإنسانية" واننا نواصل الحياه فقط لأن ذلك جزء من برمجتنا المُسبقة، ولا خلاص من ذلك الا بالانسحاب من هذه الصفقة الفاشلة ! وفى فلسفات الشرق  القديمة كالهندوسية مثلا  تحدثت عما سمته "وهم الحرية"  وخلصت الى اننا مقيدون الى الزمن وان حياة الانسان ما هى الا حلم فى غرفة مغلقة نعاود الاستيقاظ داخله مرة بعد اخرى ! وهى فكرة قريبة لما صاغه نيتشه بعوده الأبدى بأن الذات ليست سوى وهم ..والأنا التى تتحدث عنه لا وجود له على الاطلاق ! فظلام ا...

في ‏انتظار ‏الملائكة

يا إبن الليل أحلامك الوردية قد التهمتها السنون سرقها الطاغوت  فتح نوافذها المخبوءة ولاذ بالفرار وبقي هؤلاء الاحياء أموات والموتي يحكمون أحياء وعلي هذه الارض  ممنوع حتي الصراخ فالحزن ترف  والغضب ترف كل الاشياء موءودة  ولم يبقي سوي انتظار الملائكة !

رغبتين

كل البديات التى تشكلت بعيدا عن واقع أصبح مألوفا وفاقدا لاستثارة الدهشة وبدت خفيفة ومريحة كخفة صبى صغير . كل اللحظات التى صنعت انسجاماً خاصاً بها لتشكل معنى جديد غير مُستهلك بسبب الإفتقار الى الفرص تارة والى الشجاعة تارة اخرى. كل الجميلين الذين لاحقتهم تعاستهم فقط لعدم ملائمتهم القوالب . كل الإدراك الذى أتى علينا بوعى أكبر فزاحم كآبتنا المستترة خلف ضحكات التجمل ومظاهر الانسجام المصطنع.  وكل ذكرى تعود وقبل أن تغادر تنبهنا بأن لا أحد سيفهم ذلك وكأنها تترك الباب لنفسها لتعود مرة أخرى . وحدهم الذين إخترقوا دواخلنا لم نعطهم السهم وحدهم الذين كتبونا لم نعطهم القلم أعرف جيدا أن أقرأ ما لا يُقال ورغم ذلك أتماهى بشكل تام مع ما جادت به رغبة شخص   لا يريد أن يتكشف إستئناسه بسر ما يقتات منه . نعم أعرف جيدا معنى التأرجح بين رغبتين ورغم ذلك لا أميل لحسم أى منهما .

عازب الأدب

فى الفترة بين 29-12-1913 و 2-1-1914  كتب كافكا رسالة من خمس وثلاثين صفحة طلب فيها للمرة الثانية الزواج من "فيليس باور" وأعُتبر هذا الطلب أغرب طلب زواج ففى طلب كافكا الزواج الذى كتبه بخط يده شرح كافكا مساوئ الزواج من كافكا ! كاكفا الذى خطب ثلات مرات ولم يتزوج  شرح "شتاخ" سبب عدم زواجه  بأن السبب كان هو الخوف من فقدان الهوية وباستعارات من كافكا نفسه " فلا أكون وحدى قط، لا أكون مع نفسى قط " هذه الجملة ( فلا أكون نفسى قط) تشرح بإختصار لماذا ظل كافكا هو عازب الأدب العالمى.

نحن من ظفرنا بأيام الحرية

نحن الذين لم نتصدر الورق، ولم نُكبل بأدوار البطولة جمعنا كآبتنا وأفرغناها فى الأغانى والقصائد نحن من غزلنا أحلامنا البسيطة على نول الأمل المهترئ  ضحكنا مع الجميع وبكينا وحدنا  نحن من عشنا في الفراغات البيضاء والأطراف، وملأنا الثغرات بين القصص صادقنا الغرباء والضعفاء والمنبوذين وكل المطرودين من فردوس القبيلة  نحن من وقفنا على قارعة الطريق نهتف ونضحك ونُحب نعم نحن من ظفرنا بأيام الحرية حتى ولو لوقت بسيط

إعــــــتذار

لكل الأشياء الجميلة التى لم يسعفنا الوقت لإستكمالها لكل اللحظات التى لم نعطيها قدراً كافيا من الوعى بها فأبت الذاكرة أن تتخلى عنها لكل التفاصيل التى هاجمت وعينا بعد فوات الآون لكل قٌبلة لم نمتص بها ما يكفى من ريق لكل الأحضان التى لم نحتضن بها كل الوجود فى لحظة لكل امنية رُدت الينا خائبة ميتة لكل العيون التى تأملت فينا ونحن عنها ذهاب لكل التلميحات التى لم نجرُأ على التماهى معها خشية فتح كتاب غير قادرين على استكمال قراءته لكل اللحظات التى لم نستغلها بالشكل الأمثل لكل الأزقة التى إحتوت عُزلتنا نحن ومن نحب بعيداً عن أعين الغرباء لكل فجر شهد على مجازتنا الغرامية ولم نتذوقه بشكل كافى لكل فنجان قهوة شربناه بعجالة لكل قصيدة رسمت دواخلنا ولكل كتاب إحتوانا حين إغتربت بنا الأشياء لكل الغرباء الذين لا نعرفهم ولكنهم طبعوا ملامحهم فينا اعتذاز لكل من أحبونا بصمت ورحلوا بسلام لابتسامة خجولة من حسناء لا أعرفها لكل الصور الورقية التى إحتفينا بها فى الطفولة لكل الكلمات التى منعها الخجل من أن تفلت منا لحماستنا المفرطة التى أزاحت كل الوقار المصطنع للخطوات التائهة ا...

أين يذهب ؟

فى حيوة ما فى المخيلة  أرانى أفقد ذاكرتى وأمشى تائه الخطوات بعيدا بغير وجهة أمشى محملا بكل الأسئلة التى ليس لها إجابات  أطارد السراب كلما لمحته وأنا أعلم م البداية أنه سراب  أتمدد فى الخلاء على عشب أخضر ناظرا لفسحة الفضاء مداعبا النجوم بإصبعى أستيقظ داخل حلم جميل تماماً كحلم مارية فأرى بأنى أطير من غير أجنحة ، أطيرُ وأفرح.. تؤرجُحنى فى الفراغ نسُمات رحيمة ، فأسبح فى هواء لا يشبه الهواء تحملُنى الأحلام الحنون من فوق مكانى الى أماكن أخرى ما رأها أحد قبلاً أطير ولا قِبلة لى بالجهات ، ولا رغبة لى فى حياة أو ممات أحلق فوق رؤس نخلات وتيجان أعمدة عالية وحواف أحجار متكسرة كبار واعلو ..حتى إذا غصت فى صُرة السماء بدت لى الأرض من عين عصفور ضعيف ، شاهق التحليق صغيرة وكل مكان أمامى فى المتناول.. أطير حتى أمس السحاب ، وأسمع صوت السكون وكأن الكون خلا من كل هسيس، وما عاد معى فى الوجود أنيس..  أتقلب فى طيرانى وأرى بجانبى عصفور يدلنى على سحابة من نور فإذا ما صرت عندها أرى منها ما أتمنى أن أراهم ولو على مسافة جُرح.. أقف فتأتينى حتى اذا ما دنت إنجلت .. وإنسل من...

فى سبيل الحق ..الحر الرياحى مثلا

صورة
١ يأمر ابن زياد والي يزيد بن معاوية "الحُر بن يزيد الرياحى" أن يسير بصحبة الف فارس قبل ان يأتى بعد ذلك جيش الكوفة  المكون من اربعة الآف جندى ليجُبر الحسين واصحابه وعددهم يقارب المائة على المثول لأمره. ٢ يقف الحسين وصُحبته وحيدا امام جيش يزيد الجرار والذى يوجد به "الحُر بن يزيد  الرياحى " ٣ قبيل سويعات.. ذهب الرياحى لعمر بن سعد بن ابى وقاص القادم بجيش الكوفة الجرار ليقول له احقا ستقتلون ابن بنت نبى الله .. فلما عرف الإجابة وقف  "الحُر بن يزيد الرياحي"  قائد بعض جيش الكوفة يحدِّق بالحسين في الجهة المقابلة امامه ويحدق بالالاف قربه، ويحدق بعصبة الحسين قباله مرة اخرى ..  يحدق بعيون فرسه، وهي لاتقبل ان تهدأ من صهيلها كما قلبه، وتسرى رعشة فى كامل جسده وكأنه يتقبل ما استقر فى قلبه.. ٤ "المهاجر ابن أوس"  يقف فى جيش الحسين ينظر بحيرة تعصف به  الى "الحربن يزيد الرياحي" الذى يدنو منهم   يوجه "المهاجر بن أوس" سؤاله الى "الحر الرياحي" -  ماذا تريد يا بن يزيد؟ أتريد أن تَحمل؟ - فسكت، وإنقبض وكأن رع...

لــــعــــنــــــــا ت

فلنلعن ذلك الغموض المستتر الذى يلتهم حق الدنيا فيما بين حياتنا ومماتنا فلنعلن كل الضحكات الزائفة والارواح المصطنعة والمشاعر المبتدعة فلنلعن تلك المسوخ المخبوءة خلف الأقنعة المزينة والتى تمتص من أروحنا قبساً تقتات به لدنياها فلنلعن كل من شربوا منا ولم يقبلونا شاطئاً فلنلعن كل الأسئلة الواضحة التى أزاحت أمامها إجابات لم تقال فلنلعن كل البديات التى لم تكتب لها نهاية فلنلعن كل النهايات التى ليس لها بداية فلنلعن كل البشاعة الكامنة فى هذا الجمال فلنلعن كل الجمال الذى لم يتغلب البشاعة فلنعلن كل من أصبحوا قبراً لأنانيتهم فلنلعن كل من إستهانوا بمدى استشفافنا لما هم يبطنون فلنلعن كل الهبات السخية التى أتتنا كأحصنة طروادة فلنلعن كل من جعلنا نغش بأيدينا أرواحنا العذبة فنلعن كل عين نظرتنا كمظهر دون جوهر فلنلعن كل عقل أساء فهمنا لأنه لم يدرك قصد نيتنا فلنلعن كل قلب جحد نُبلنا  فلنلعن كل من إعتقدوا أنهم فهمونا ولم يدركوا حتى نصف ما نملك فلنلعن بصحبة كوستاندى وهو يقول  هذا العالم هو سجن مؤبد ،، عليه اللعنة 

رســائل مُـبهمة

- هذا العالم .. هذه الدنيا ،، عبارة عن متاهة من المعايير التى لا يظهر معناها ليس فقط بعد إختيارها بل والأهم بعد وضعها فى مختبر الواقعية ! - لسانك يخبر عن عقلك لا عقل الآخرين،، كلامك هو ما يخرجه قلبك لا ما تريد أن تسمعه أذن الناس حتى وإن أزعجهم ذلك ،، تحاول أن تكون نفسك لا ان تكون نسخة مزيفة من الآخرين.. أنت إنسان.. يالا تعاستك فى هذا العالم! - كؤوس الوصال التى كانت موصولة بالماضى دائماً ما تخلف عذابات ورائها تصحو عند كل إنكسار! - حقيقة ما تريد إيصاله يكون مختلف تماماً عن تصوراتهم عن الحقيقة بالأساس ! - الاشياء التى لن يكفيها كرم الكلمات فى التوضيح لن تجد لها صياغة تناسبها ..وبالتالى سيعجزون عن إدراكها أو رؤيتها فذاك شيئ يحتاج فهم أعمق لك ! - بالتأكيد ما يُقال مهم .. ولكن الأكثر أهمية هو مالا يقال ! - نحتاج أولا فهم الناشد قبل البحث عما ينشد بقوله ! - اعثر على أكبر همومك وإستدعيه ،، فكر قليلاً ، تأمل حولك .. حسناً ..هل يوجد أحداً سواك ، لن تجد أيها الابله الا ذاتك فعد اليها ! - الحمل الفكرى أهون بكثير من الحمل الجسدى والأصعب هو ما تختاره بنفسك .. حينها يصبح كالشلل الإخ...

كيد النساء أم كيد الرجال؟

أى الكيدين أشد وطأة .. كيد النساء أم كيد الرجال ؟! فى قرارة نفسك ستسأل وهل للرجال كيد ؟ أعلم أن أغلبنا صادف هذا الشخص الذى خرج للتو من خازوق مركب من إمرأة ما فى حياته فزفر فى وجهنا زفيراً تفوح منه رائحة  الإيمان المزيف وهو يقول " إن كيدهن عظيم " وهو بذلك إقتنع أنه أتى بالحكمة الآلهية ووضعها بين أيدينا وهو بالعكس تماماً سواء عن عمد أو عن جهل فقد خالف المنطق والعقل وخالف حتى السماء . فنحن إذا قصرنا الكيد كصفة تختص بها النساء فقط فهذا نتيجة فهم ذكورى للنص القرآنى مثلاً كالآية " إن كيدهن عظيم " فالآية وإن كانت تثبت الكيد عند النساء فهو أيضاً موجود عند الرجال فى آية " ولا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا " وإن كان كيد النساء مقروناً فى الآية الأولى بصفة "عظيم" ففى الآية الثانية إقترن كيد الرجال بالمفعول المطلق " كيداً " ويقول علماء النحو أن المفعول المطلق هو نفى المجاز . والمستشهدون بسورة يوسف على كيد النساء كصفة تختص بهم وبأن النسوة هم من ألقوه فى السجن بكيدهم ،، فيا للعجب فهم أيضاً من ينسون أو يتناسون إخوته ! فنسوة يو...

بعـــــــــــــــيداً

أتوق للذهاب بعيداً دون أن أعرف وجهتى أترك نفسى للمجهول ولو مرة بإختيارى أن أطوف ببحار مجهولة .. وأقاليم غير مأهولة بعيدا عن المدن المكدسة بالبؤس بعيدا عن كل مصائب البشرية بعيداً عن الزحام والكلام بعيداً عن هذا العالم الملعون بعيداً عن صراخه ونواحه وآلامه بعيداً عن الملوك والصعاليك والديموقراطيات والنواب والمرائين بعيداً عن آماله التى نستجديها كمحاولة لإظهار الأشباح من العدم أريد أن يزورنى شىء ما يعيد دهشة الطفل الذى كنته أن أتذكر ملامح وجهى الأولى حتى لا يتغير لهيئة أخرى أريد أن أجلس وحيداً على حافة شاطئ مهجور أن أرفع ساقا على ساق فى وجه الأيام وانا ممدد غير قلق   أن أرقص وأصرخ بأعلى صوتى صرخة صوفى مسه ولع  أن أدور حول نفسى وأنا أغنى  بجملة كوستاندى ’’هذا العالم هو سجن مؤبد ..عليه اللعنة... نعم أنه سجن مؤبد ..عليه اللعنة.’’

عوالمنا الصغيرة الغريبة

كلا منا له عالمه الخاص والغريب ، هو عالم إعتبارى لا ملموس قولبته مشاعرنا العميقة الصادقة تلك التى لا يعرفها احد عنا ولا تقارب ألسنتنا ، لأنها دائما تعنى أكثر مما تدرك قوله عالم تشكل من كلمات لم يسعفنا الإدراك بأن ننقذها من فنائنا الشخصى أنه قابع هناك ، فى اعمق اغوار نفسك ، تزوره بعدما تسلخ نفسك بعيداً عن كل اللاجدوى من حولك هو مطرقتك التى تهدم بها ميكانيكة الحياة التى تمر أمامك كمشاهد المسرح بخواء بليغ تذهب هناك ..لنفسك.. وتمرر يدك على هذه الخطوط الناعمة لروحك المضجرة وقلبك القلق هناك حيث تتمرد على جحيم الضرورة الذى يثقل كاهلك ، حيث إخضاعك لكل القوانين الخارجية لقانون روحك الداخلى ، خالقاً عالم أجمل وأكثر نقاء وأخلاقية ، عالم حالم يخضع لقوانين قلبك حتى وإن تناقضت مع كل قوانين العالم القابع على الدرجة الأخيرة من سلم الانسانية عندما أصل لمرحلة أتقزز فيها من الواقع ككل ومن السلوك البشرى بوجه خاص أذهب الى عالمى الصغير هذا واترك كل شىء فى مرحلة نهمى للقراءة قرأت فيما قرأت للفيلسوف الهندى كريشنا مورتى ومنها قطعة حفظتها بجوار فيما أحفظ من مقاطع تستفز مخيلتى وكانت كالتالى : ...

أصمت !

أصمت ، حتى لا أسمع صوتا لا يشبه صوتى. أصمت ، وصدرى منقبضاُ ثقيلا وممتلئ حتى الكفاية . أخطف أحلامى من الهواء وانام ممسكاً بها فى قبضتى . أمشى ملجوماً بهيستيريا الواقع فى طريق مليئ بعواصف أتزوبع معها فى دوائر تضيق باستمرار.  أجمع آمالاً تترنح وأخيم فى الخفاء بعيداً لا يرافقنى سوى ظلى المصاب بالبارانويا. أنتزع نفسى من كل شيئ وأرحل ..ثم أصمت !

للنبل ثمن يجب أن يُدفع

أيام الألم تمربطيئة ورتيبة ، الحياه فيها تكر بهدوء ، حركتها ثقيلة وبلا صوت، العالم بشكله الحالى أكثر بشاعة عما كان يتصوره السابقون ، قرأت ذات مرة جملة كُتبت على حائط منزل مهدم لم تفارق ذهنى من وقتها، حُفرت فى ذاكرتى فى مكان ما بعيدا عن متناول النسيان، الجملة كانت " كن جيداً ..وستبقى وحـيداً " وقتها فكرت بمن كتب هذه المقولة ، تُرى ماذا مصيره الآن.. هل هو حى أم ميت ، كيف كان حاله عندما كتب ذلك ، بكل الأحوال فكرت أنه كان شخصاً طيباً ، تجرع مر الحياه وغادرها بصمت، فهكذا هو مصير الطيبون ، كل إنسان فيهم هو عالم مغلق لا يعلم أسراره إلا هو ، فرحه يبهج الآخرين ، وداءه أكثره دفين.  لم تكن بدايتهم قاتمة كتلك الصورة التى أرسمها لك بالطبع.. بل بالعكس تماما ، فهم قد أقرضوا الدنيا أزهى السنون التى ملكوها فى سبيل تغير هذا العالم وجعله أفضل،منحوا الأشياء قيمتها..لا لما تمثله ..بل لما تعنيه،  بلغوا الحقيقة فأهلكتهم،  وبالتأكيد كانوا أحراراً حتى ولو بداخلهم فقط ، قرأوا وضحكوا وسهروا وغنوا وأحبوا وتمردوا ..تلاشت الحدود التى تفصل الواقع والحلم أمامهم، وشُبه لهم أن روح الإنسان قادرة إنجا...

حتمية البقاء

ستبقى أنتى أنت .. إمرأة إستثنائية.. خُلقت بشراً وأتاها الله فى قلبى منزلة الملائكة.. ستبقى أنتى التى أفهم فيها كل شىء ..حتى نفسى ستبقى أنتى التى تزيح كل ذلك التيه المعبأ بداخلى من عبث هذه الدنيا . سيبقى صوتك العذب يدق أذنى بطرب ويراقص بداخلى ذلك القلب الذى قلتى عنه أنه كالطفل لا يجيد المرواغة عندما يُثقل بشىء .. ستبقى بروحك النقية كالماء ورقتك العذبة الجميلة ورغبتك الجامحة الشبقة .. تجمعين كل ذلك وتستقرين داخل حضنى بوداعة طفل .. وسأبقى أنا .. أنا ..ذلك الرجل الحالم ..المصلوب داخل جسده ..الذى يتطلع إلى الخير الأسمى عبر هذا العالم.. ممتلئ بذلك الظمأ العنيف للحب .. سأبقى كسفينة بلا مرساه تُبحر مع المجهول دائماً بحثاً عن إفق لم يلوثه الواقع .. سأبقى كسحابة فى السماء لا تكف عن التنقل وإختارتك أرضاً تنتهى إليها مطراً.. يُقال أن الشتاء هو موسم الحب .. ولكن أعتقد أنه موسم الهرب .. ورشفة من الهرب تنعش ذاكرة الحب .. ولكن أى هرب ذاك الذى يسعفنا لترك أنفسنا وراءه.. نحن معاً وإن تباعدنا .. كعصافير تمردت على شجرة الواقع فتركت غصنها وأختارت السماء وحلقت الى عوالم أخرى بعيداً ع...

الدمــــــــــية !

لو شاء الله أن ينسى أنني دمية وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى فإنني سوف أستثمرها بكل قواي ربما لن أقول كل ما أفكر به لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها لا لما تمثله، بل لما تعنيه سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام . لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي الأجنحة لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده  وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان.   لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر… تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إ...